(( الحشوية هم الخوارج عن الاسلام ))
* كان السفيه يريد أن يلصق الإباضية بالخوارج سواء أيده الواقع أو لم يؤيده، فلننظر إلى الخوارج وماذا عاب عليهم المسلمون؟
* إن أعظم شيء عابه المسلمون على الخوارج هو أنهم حكموا على المسلمين بأحكام الكفرة المشركين، وعاملوهم معاملتهم فاستباحوا دماءهم وأموالهم، وهل الحشوية أقل شأناً في هذا الأمر من الخوارج؟!.
* نحن ننظر إلى ما ارتكبه الحشوية في المسلمين من الفضائع، فنرى الصورة الخارجية واضحة جلية فيهم، فقد أتوا بالعجب العجاب فيما ارتكبوه، وحكموا على المسلمين بالكفر الصراح أحكاماً صريحة ظاهرة، ومن شاء أن يتتبع أحكامهم على المسلمين، وكيف أخرجوهم من الملة والدين، واعتقدوا فيهم أنهم مشركون، فليرجع إلى كتاب "مجموعة الرسائل والمسائل النجدية"
*وهذا يدل على أن هؤلاء الحشوية الوهابية سائرون على نفس الخط إلى الآن.
"عنوان المجد في تاريخ نجد(ثم أمر الشيخ (1)بالجهاد وحضهم عليه، فامتثلوا فأول جيش غزا سبع ركايب، فلما ركبوها وأعجلت بهم النجائب في سيرها سقطوا من أكوارها لأنهم لم يعتادوا ركوبها، فأغاروا أظنه على بعض الأعراب فغنموا ورجعوا سالمين) فما هو الموجب للإغارة على هؤلاء الأعراب؟! وما هو المسوغ لأخذهم مالهم غنيمة؟!.
* ثم قال بعد ذلك: (وكان الشيخ -رحمه الله- لما هاجر إليه المهاجرون، يتحمل الدين الكثير في ذمته لمؤونتهم وما يحتاجون إليه، وفي حوائج الناس وجوائز الوفود إليه من أهل البلدان والبوادي، ذكر لي أنه حين فتح الرياض وفي ذمته أربعون ألف محمدية فقضاها من غنائمها)
* مع أن أهل الرياض كانوا حنابلة لكنهم استباحوا أموالهم، فترى أنه قضى أربعين ألف محمدية من أموال أهل الرياض، كيف استباحوا ذلك من هؤلاء الناس؟! أليسوا أهل عقيدة؟! ألا يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله؟! إلا يدينون لله سبحانه بالوحدانية؟! أما كان في كلمة "لا إله إلا الله" معصم لهؤلاء؟!.
* ثم قال: (وكان لا يمسك على درهم ولا دينار، وما أوتي إليه من الأخماس) ولنقف عند كلمة الأخماس، فإنه لا يخمس إلا ما يغنم من مال المشرك (1) ، أما مال المسلم فلا يمكن أن يخمس بأي حال من الأحوال.
__________(1) بل أشنع من ذلك أنهم كانوا من عادتهم أسر النساء والأطفال حيث حكاه عبدالرحمن الجبرتي المؤرخ المعروف -وهو ذو هوى وهابي- في كتابه "تأريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار" يقول فيه: (فحاربوا الطائف وحاربهم أهلها= =ثلاثة أيام حتى غلبوا فأخذ البلدة الوهابيون واستولوا عليها عنوة، وقتلوا الرجال وأسروا النساء والأطفال، وهذا رأيهم مع من يحاربهم). انظر: من أخبار الحجاز ونجد في تاريخ الجبرتي لمحمد أديب غالب ص90، ط.دار اليمامة للبحث والترجمة والإشراف، طبعة أولى.
*(1) المقصود هنا محمد بن عبدالوهاب النجدي شيخ النحلة الوهابية الحشوية الذي قال عنه أخوه العلامة سليمان بن عبدالوهاب وقد صنف فيه تأليفاً للرد على مزاعمه اسماه الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية، طبع في دار الإنسان بالقاهرة، قال فيه: (فإن اليوم الناس ابتلي بمن ينتسب إلى الكتاب والسنة، ويستنبط في علومها ولا يبالي من يخالفه، فإذا طلبت منه أن يعرض كلامه على أهل العلم لم يفعل بل= =يوجب على الناس الأخذ بقوله وبمفهومه ومن خالفه فهو عنده كافر، ولم يكن فيه خصلة واحدة من أهل الاجتهاد، ولا والله عشر واحدة).
يقول: (وما أوتي إليه من الأخماس والزكاة يفرقه في أوانه، وكان يعطي العطاء الجزيل بحيث إنه يهب خمس الغنيمة العظيمة الاثنين أو الثلاثة، فكانت الأخماس والزكاة وما يجبى إلى الدرعية من دقيق الأشياء وجليلها تدفع إليه بيده، ويضعها حيث يشاء).
ويقول في (ص46) عندما تحدث عن أحداث سنة 1176هـ: (وفيها سار عبدالعزيز -رحمه الله- بالجيوش المنصورة إلى الأحساء وأناخ (1) بالموضع المعروف بالمطريفي في الأحساء، وقتل منهم رجالاً كثيراً نحو السبعين رجلاً، وأخذوا أموالاً كثيرة، ثم أغار على المبرز فقتل من أهلها رجالاً، ثم ظهر من الأحساء راجعاً فلما وصل العرمة وافق قافلة لأهل الرياض وأهل خرمة معها أموالاً، فأخذ أهل الرياض وترك أهل السدير لأجل هدنة بينه وبينهم، وفيها نقض أهل وثيثة العهد وحاربوا المسلمين وقتلوا عبدالكريم بن زامل، وفيها غزا عبدالعزيز سبيع في الموضع المسمى "سيح الديول" وأخذ عليهم نحو مائتي بعير).
فانظروا أولاً كيف استباح أن يقتل الناس بدون حجة أو موجب للقتل، ثم بجانب ذلك أخذ من الأموال ما أخذه بغير حق، أخذ نحو مائتي بعير على قوم يدينون بشهادة أن لا إله إلا الله.
*(1) ورد في بيان كلمات هذا الكتاب ص (د):-ناوخهم : صافهم واستعد للهجوم، المناوخة: الهجوم.
*وفي (ص47) يقول: (ثم دخلت السنة الثامنة والسبعون بعد المائة والألف، وفيها كانت الوقعة المشهورة على حماد المديهيم ومن معه من السعيد الضفير، سار إليهم عبدالعزيز -رحمه الله تعالى- ومعه غزوا (1) أهل الرياض مع دواس بن دهام، فأغار عليهم وهم على حراب ماء معروف بين السدير والدهناء، فاستأصل جميع أموالهم وقتل منهم نحو الثلاثين رجلاً، وقتل على الغزو رجال منهم المغيليث، وركاب الغزو لا تزيد على المائة والثلاثين) هذا بعض تصرف أولئك الحشوية الذين ينسبون الإباضية زوراً إلى الخوارج ويلصقونهم بهم (2) ، فكيف تقول يا أيها الطحان في تصرفات الحشوية؟! هل هذه هي المحجة البيضاء التي سار عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح؟! وما هو الفارق بين هذا التصرف وتصرف الخوارج؟!.
* وفي (ص63) يقول: (ثم دخلت السنة التاسعة والثمانون بعد المائة والألف، وفيها غزا عبدالعزيز بن محمد بن سعود -رحمه الله تعالى- بالجيوش إلى ناحية الخرج، فأغار على أهل الضبيغة القرية المعروفة في الخرج، وأخذ بعض سوارحهم وقتل من أهلها اثني عشر رجلاً، وقطع بعض نخيل البلد وبعض زروعهم) فانظر كيف يعيث هؤلاء فساداً في الأرض، يزهقون الأرواح ويسفكون الدماء ويستبيحون الأموال، فمنها ما يأخذونه حيث قال: (وأخذ بعض سوارحهم) ومنها ما يفسدونه كما قال: (وقطع بعض نخيل البلد وبعض زروعهم) مع أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى -حتى في مقاتلة المشركين- عن قطع الأشجار وعن إيذاء الناس الذين لا يتعرضون للمسلمين بقتال.
__________(1) الضمير عائد على أهل الرياض، وكثيراً ما يستخدم صاحب هذا الكتاب إلحاق علامة الجمع للفعل المذكور بعده اسم ظاهر.
*في (ص77) يقول: (ثم دخلت السنة السابعة والتسعون بعد المائة والألف، وفيها سار سعود -رحمه الله تعالى- بجميع المسلمين غازياً إلى عالية نجد، وعدى على الصهبة القبيلة المعروفة من مطير، وهم على المزرع المعروف بالمتسجدة قرب بلد شمر، فصبحهم وأخذهم عليها، وقتل رجالاً من رؤسائهم وفرسانهم، منهم دخيل الله بن جاسر الفغم وخلف الفغم، وأخذ إبلهم وأغنامهم وحلتهم وعشراً من الخيل).
* وفي (ص78) تحدث عن أحداث السنة 1198هـ بقوله: (وفيها سار سعود -رحمه الله تعالى- بالمسلمين وقصد ناحية الأحساء، فصبح أهل العيون وهجم عليهم ولم يأتهم خبر عنه، وأخذ كثيراً من الحيوانات ونهب من بيوتها أزواداً وأمتعة)
فانظر كيف هؤلاء يأتون الناس على غرة في بيوتهم وهم آمنون هاجعون مستقرون، فلا يشعرون بهم إلا وهم يسفكون دماءهم ويزهقون أرواحهم وينهبون أموالهم وينتهكون أعراضهم، أهذه هي سيرة المسلمين التي سار عليها السلف الصالح؟!.
*وفي (ص79) قال: (ثم دخلت السنة التاسعة والتسعون بعد المائة والألف، وفيها سار سعود غازياً إلى جهة الخرج، فذكر له في أثناء الطريق أن قافلة حافلة من أهل الخرج والفرع وغيرهم ظاهرة من الأحساء، فرصد لهم سعود على الثليمى الماء المعروف قرب الخرج، فأقبلت القافلة وكانت على ظمأ وقدموا له ركاباً ورجالاً إلى الماء، فأغار عليهم سعود وقتّلهم) فانظروا إلى هذا التصرف المشين، كيف يكون ناس آمنون يمشون في الطريق وإذا بهم يفاجؤون بغارة هؤلاء الحشوية الذين هم أشبه بالسباع الكاسرة، لا همّ لهم إلا في امتصاص دماء الناس وإزهاق أرواحهم وأخذ أموالهم بغير حق.
* في (ص85) يقول: (ثم دخلت السنة الرابعة بعد المائتين والألف، وفيها كانت وقعة غريميل وهو جبل صغير تحته ماء قرب الأحساء، وذلك أن سعوداً سار من الدرعية بجنوده المسلمين من الحاضرة والبادية، وسار معه بوادي الظفير وبوادي العارض وزيد بن عريعر ومن معه من جلوية بني خالد، فسار بتلك الجنود وقصد جموع بني خالد ورئيسهم يومئذ عبدالمحسن بن سدراح وابن أخته دويحس بن عريعر وهم عند عريميد المذكور، فعدا عليهم ونازلهم ووقع بينهم القتال ثلاثة أيام، فانهزم عبدالمحسن ومن معه وهم من بني خالد، فكروا في ساقتهم يقتلون ويغنمون، وحاز سعود من الإبل والغنم والأمتعة ما لا يعد ولا يحصى، وقتل عليهم قتلى كثير، وأخذ خمس الغنيمة وقسم باقيه على المسلمين للراجل سهم وللفارس سهمان) هذه التصرفات بعضها يشبه بعضاً، وهي نماذج من تصرفات أولئك الحشوية.
* في (ص87) تحدث عن أحداث سنة 1205هـ قال: (فنهض إليهم سعود واستنفر أهل نجد من البادي والحاضر، فسار بالجيوش المنصورة وقصدهم في تلك الناحية ونازلهم، ووقع بينهم قتال شديد، فانهزم أولئك البوادي وقتل منهم قتلى كثيرة من فرسانهم ورؤسائهم، منهم مسعود الملقب حصان إبليس وسمرة الفارس المشهور رئيس العبيات من مطر وعدد كثير منهم، وغنم المسلمون منهم غنائم كثيرة من الإبل والغنم والأثاث والأمتعة، وأخذ جميع محلهم (1) ، وهذه الوقعة في آخر الأضحى، فلما انهزم أولئك البوادي وأخذت أموالهم استنفروا ما يليهم من قبائلهم وغيرهم ممن لم يحضروا الوقعة، وأرسلوا إلى سعود يدعونه للمنازلة وأنهم يريدون أن يسيروا إليه، فثبت لهم واقبلوا إليه مقرنين الإبل، وهو على العدوة يقسم الغنائم، فساقوها على جموع المسلمين فثبتوا لهم، وكان في مقدم البوادي مصلط بن مطلق الجريا، وكان قد نذر أن يجشم فرسه صيوان ابن سعود، فأراد أن يتم نذره، فاختطفه المسلمون وضربه رجل بمشوى قرص فطرحه عن جواده فقتل، وانهزم تلك البوادي لا يلوي أحد على أحد ولا والد على ما ولد، وتركوا الإبل مقرنة في الحبال، فتبعهم المسلمون وأخذوا جميع أموالهم من الإبل والغنم والأمتعة وأقاموا في أثرهم نحو يومين أو ثلاثة يأخذون من الأموال ويقتلون الرجال، وحاز سعود جميع الغنائم، من الإبل نحو أحد عشر ألف بعير وأكثر، ومن الغنم أكثر من مائة ألف، وعزل الخمس وقسم باقيها في المسلمين للراجل سهم وللفارس سهمان).
*في (ص88) يقول: (ثم دخلت السنة السادسة بعد المائتين والألف، وفيها في أول جمادى سار سعود -رحمه الله تعالى- غازياً بالجيوش المنصورة من البادي والحاضر، وقصد القطيف وحاصر أهل سبهات وأخذها عنوة ونهبها، وأخذ عنك عنوة ونهبها، وقتل منهم عدداً كثيراً من الرجال أكثر من أربعمائة وأخذ أموالاً عظيمة، وصالحوه عن الفرضة بخمسمائة أحمر (1) ).
* وقال في (ص88-89): (وفيها غزا سليمان بن عفيصان بأمر عبدالعزيز بجيش من أهل الخرج وغيرهم، وقصد قطر المعروف بين عمان والبحرين، فصادف منهم غزواً نحو خمسين مطية فناوخهم، فقاتلوا وهزمهم سليمان، وقتلهم إلا القليل، وأخذ ركبهم، وفيها كانت غزوة الشقرة وذلك أن سعوداً سار بالجيوش الكثيفة من جميع نجد الحاضرة والبادية، وقصد ناحية جبل شمر، وقد ذكر له قبائل كثيرة من البوادي من مطير وحرب وغيرهم، وهم على الماء المعروف بالشقرة قريب من جبل شمر، فعدا عليهم سعود وأخذهم جملة وحاز منهم أموالاً عظيمة، الإبل أكثر من ثمانية آلاف بعير، وأخذ جميع أغنامهم ومحلتهم وأمتعتهم، وأكثر من عشرين فرساً، قتل عليهم عدة رجال، ثم رحل سعود بجميع تلك الغنم وأخرج خمسها وقسم باقيها غنيمة في المسلمين للراجل سهم وللفارس سهمان).
*... فهل أهل قطر كانوا خارجين من ملة الإسلام حتى يعاملوا هذه المعاملة، فتستباح دماؤهم وأموالهم ويؤخذ كل ما بأيديهم عنوة؟! هل هذا هو تصرف المسلمين؟! وهل عرف ذلك عن السلف الصالح؟ وهل كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعون بأهل التوحيد مثل هذا الصنيع؟ فكيف ينتسب هؤلاء الحشوية زوراً وبهتاناً إلى السلف الصالح؟! ثم هم في نفس الوقت ينكرون على أهل الحق والاستقامة استقامتهم ويلصقونهم بالخوارج.
* وجاء في (ص97-98) من نفس الكتاب: (ثم دخلت السنة السابعة بعد المائتين والألف، وفيها سار سعود -رحمه الله تعالى- بالجيوش المؤيدة المنصورة بجميع أهل نجد وأكثر بواديها، وقصد ناحية الشمال يريد بوادي بني خالد وهم على الجهراء الماء المعروف، فلما قرب منهم وجد آثار الجيوش والخيل غازية من الوادي عادين، وكانت بنو خالد قد مالوا مع براك بن عبدالمحسن وتابعوه وطردوا أولاد عريعر وذويهم، فلما تولى عليهم براك المذكور نهض بهم غازياً ونهض معه جميع بني خالد، وورد على الماء المعروف باللصافة في الشمال، فأغار منها على بوادي من سبيع وغيرهم وأخذ منهم إبلاً كثيرة، فلما وجد سعود آثارهم تبعهم وورد على اللصافة، فوجد آثار الجيوش صادرة منه فنزل على الماء، وأخبر بمسير براك المذكور، وتحقق أن قفولهم على هذا الماء أو اللهابة أو القرعا وكانت أمواهاً قريباً بعضها من بعض، فبعث خيلاً إلى اللهابة وخيلاً إلى القرعا لئلا يردها من حيث لا يعلم، ورتب عيونه لتقفوهم فلم يلبثوا أن أقبلت عليه جموع بني خالد واردين الماء كأنهم الليل، فنهض عليهم المسلمون فرساناً وركباناً فلم يثبتوا لهم ساعة واحدة، فانهزم بنو خالد لا يلوي أحد على أحد ولا والد على ما ولد، فتبعهم المسلمون في ساقتهم يقتلون ويغنمون واستأصلوا تلك الجموع قتلاً ونهباً، وانهزم براك بن عبدالمحسن شريداً ومعه شرذمة قليلة من الخيالة إلى المنتفق، وهلك من بني خالد في هذه الوقعة بين القتل والظمأ خلائق كثيرة قيل: إنهم أكثر من ألف رجل. وقيل: إن الذي هلك قريب من ألفي رجل. وأخذ جميع ركابهم وخيلهم وأزوادهم وأمتاعهم وفرشهم وجميع ما معهم، قيل إن الخيل أكثر من مائتي فرس، وحاز سعود تلك الغنائم وأخذ خمسها وقسم باقيها غنيمة للمسلمين للراجل سهم وللفارس سهمان).
وفي (ص103) عندما تحدث عن أحداث سنة (1209هـ) قال: (وفيها أمر عبد العزيز على جيش من أهل الخرج وغيرهم، وسار بهم إبراهيم بن عفيصان فقصد ناحية قطر وأغار على أهله فأخذ إبلاً كثيرة من بواديهم وأموالهم، فأقبل بها وباعها في الأحساء).... وفي (ص105-106) يقول: (فلما كان ذو القعدة من هذه السنة (1) ، سار سعود بن عبدالعزيز من الدرعية ونزل روضة محرفة المعروفة قرب الوشم، فركب خيله ودخل شقراء للسلام على أهلها والاجتماع بهم فأضافوه بكرامة عظيمة، وصار في موضعه ذلك أياماً حتى اجتمع عليه المسلمون البادي والحاضر، فسار بالجيوش المنصورة والخيل العتاق المشهورة وقصد ناحية الأحساء، فلما وصل إليه نزل قرب الرقيقة المعروفة فيه، وهي مزار للأحساء، وبات في تلك الليلة وأمر مناديه ينادي في المسلمين أن يوقد كل رجل ناراً وأن يثور البنادق عند طلوع الشمس، فلما أصبح الصباح رحل سعود بعد صلاة الصبح، فلما استووا على ركائبهم وساروا ثوروا بنادقهم دفعة واحدة، فأظلمت السماء وأرجفت الأرض وثار عج الدخان في الجو، وأسقط كثير من النساء الحوامل في الأحساء، ثم نزل سعود في الرقيقة المذكورة فسلم له وظهر له جميع أهل الأحساء على إحسانه وإساءته، وأمرهم بالخروج إليه فخرجوا فأقام في ذلك المنزل مدة أشهر يقتل من أراد قتله، ويجلي من أراد جلاءه، ويحبس من أراد حبسه، ويأخذ من الأموال، ويهدم من المحال، ويبني ثغوراً ويهدم دوراً وضرب عليهم ألوفاً من الدراهم وقبضها منهم (2) ،
__________(1) أي سنة 1210هـ.(2) انظر أخي القاريء المسلم إلى هذه الوحشية الكاسرة، وكأن المسلمين في أيديهم أغنام تذبح، والقتل لمدة أشهر -وليس أياماً- والجلي والحبس والنهب والهدم كان بعد الاستسلام، يالهول هذه الفاجعة المؤلمة التي حلت على المسلمين من قبل هؤلاء الحشوية الذين هم أكثر خارجية من الخوارج، إنا لله وإنا إليه راجعون..
وذلك لما تكرر منهم من نقض العهد ومنابذة المسلمين وجرهم الأعداء عليهم، وأكثر فيهم سعود القتل، فكان مع ناجم بن دهينيم عدة من الرجال يتخطفون في الأسواق لأهل الفسوق ونقاض العهد، وكان أكثر القتل في ذلك اليوم في المسلمين في الأحساء بالتلنيقة والسوادية المجتمعة في الفسوق الذين فعل فيهم في الأحساء بأهوائهم كلما أرادوا فعلوه، ولا يتجاسر أحد أن يأمرهم أو ينهاهم لكثرة تعديهم، فهذا مقتول في البلد، وهذا يخرجونه إلى الخيام ويضرب عنقه عند خيمة سعود، حتى أفناهم إلا قليلاً (1) ، وحاز سعود من الأموال في تلك الغزوة ما لا يعد ولا يحصى).
في (ص113) تحدث المؤلف عن قتال الحشوية لشريف مكة فقال:(ثم أرسل عبدالعزيز إلى هادي بن قرملة ومن لديه من قبائل قحطان وربيع بن زيد أمير البوادي ومن معه من الدواسر وغيرهم، وأمر أيضاً على قبائل من أخلاط البوادي وجيشاً من الحضر وأمرهم أن يجتمعوا ويكونوا في وجه الشريف، فقوى الله عزائمهم وساروا إليه حتى دهموه في منزله على الخرمة المذكورة ولم يقفوا دون خيامه، فألقى الله الرعب في قلوب عساكر الشريف وانهزموا لا يلوي أحد على أحد، وتركوا أخيامهم ومحالهم وجميع أموالهم والقوم في ساقتهم يقتلون ويغنمون، فمن وقف للقتال منهم قتل، ومن انهزم أدرك فقتل، ومن فائت بين ناج وهالك ظمأ وضياعاً، فكانت وقعة عظيمة ومقتلة وغنيمة، وكانت عدة القتلى على ما سطره بعض المؤرخين من أهل ناحيتهم قال كان عدة القتلى ألف رجل ومائتان وعشرون رجلاً، منهم الشريف مسعود بن يحيى ابن بركات وابن أخيه هيازع وعبدالملك بن ثقبة وسلطان بن حازم وحسن إلياس وغيرهم من الأكابر، وعدة من قتل من قريش أربعون رجلاً، ومع قريش من عتيبة رجال، ومن ثقيف ثمانون رجلاً، وقتل من العسكر ما ينوف على الأربعمائة، ومن المصارية مائتان ومن المغاربة ثمانون، وفقد من العبيد قتلاً وسبياً مائة وخمسون عبداً، وأخذوا جميع الذخائر والخيام والمتاع.انتهى (1) . قلت: وذكر لي بعض من ضبط القتلى أنهم ألفان وأربعمائة، قال مؤرخهم: وأما النقد فمختلف فيه، فمنهم من يقول: إن في خزائن غالب ثمانية عشر ألف مشخص (2) التي نهبت. ومن قائل: خمسة عشر ألف ريال. أبدلها من البوادي والعسكر بمشخص، وكان قصده أن يفرقها صبيحة ذلك اليوم على العسكر، وغنموا جميع ما في المضرب من الأموال، وأخذوا سلاحاً كثيراً، وأخذوا أيضاً ما كان معهم من الإبل والأمتعة التي أخذوها قبل ذلك على قحطان وغيرهم، مع من انضم إليهم من أباعر الدولة ورواحلهم).قلت: (لا خير في قرآن بلا سنة، ولا خير في سنة بلا فهم لسلفنا الكرام)
---------------
السنة العملية نعم اما السنة القولية فهي ظنية فهي لا تلزم الا اصحابها
ابوسام
* كان السفيه يريد أن يلصق الإباضية بالخوارج سواء أيده الواقع أو لم يؤيده، فلننظر إلى الخوارج وماذا عاب عليهم المسلمون؟
* إن أعظم شيء عابه المسلمون على الخوارج هو أنهم حكموا على المسلمين بأحكام الكفرة المشركين، وعاملوهم معاملتهم فاستباحوا دماءهم وأموالهم، وهل الحشوية أقل شأناً في هذا الأمر من الخوارج؟!.
* نحن ننظر إلى ما ارتكبه الحشوية في المسلمين من الفضائع، فنرى الصورة الخارجية واضحة جلية فيهم، فقد أتوا بالعجب العجاب فيما ارتكبوه، وحكموا على المسلمين بالكفر الصراح أحكاماً صريحة ظاهرة، ومن شاء أن يتتبع أحكامهم على المسلمين، وكيف أخرجوهم من الملة والدين، واعتقدوا فيهم أنهم مشركون، فليرجع إلى كتاب "مجموعة الرسائل والمسائل النجدية"
*وهذا يدل على أن هؤلاء الحشوية الوهابية سائرون على نفس الخط إلى الآن.
"عنوان المجد في تاريخ نجد(ثم أمر الشيخ (1)بالجهاد وحضهم عليه، فامتثلوا فأول جيش غزا سبع ركايب، فلما ركبوها وأعجلت بهم النجائب في سيرها سقطوا من أكوارها لأنهم لم يعتادوا ركوبها، فأغاروا أظنه على بعض الأعراب فغنموا ورجعوا سالمين) فما هو الموجب للإغارة على هؤلاء الأعراب؟! وما هو المسوغ لأخذهم مالهم غنيمة؟!.
* ثم قال بعد ذلك: (وكان الشيخ -رحمه الله- لما هاجر إليه المهاجرون، يتحمل الدين الكثير في ذمته لمؤونتهم وما يحتاجون إليه، وفي حوائج الناس وجوائز الوفود إليه من أهل البلدان والبوادي، ذكر لي أنه حين فتح الرياض وفي ذمته أربعون ألف محمدية فقضاها من غنائمها)
* مع أن أهل الرياض كانوا حنابلة لكنهم استباحوا أموالهم، فترى أنه قضى أربعين ألف محمدية من أموال أهل الرياض، كيف استباحوا ذلك من هؤلاء الناس؟! أليسوا أهل عقيدة؟! ألا يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله؟! إلا يدينون لله سبحانه بالوحدانية؟! أما كان في كلمة "لا إله إلا الله" معصم لهؤلاء؟!.
* ثم قال: (وكان لا يمسك على درهم ولا دينار، وما أوتي إليه من الأخماس) ولنقف عند كلمة الأخماس، فإنه لا يخمس إلا ما يغنم من مال المشرك (1) ، أما مال المسلم فلا يمكن أن يخمس بأي حال من الأحوال.
__________(1) بل أشنع من ذلك أنهم كانوا من عادتهم أسر النساء والأطفال حيث حكاه عبدالرحمن الجبرتي المؤرخ المعروف -وهو ذو هوى وهابي- في كتابه "تأريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار" يقول فيه: (فحاربوا الطائف وحاربهم أهلها= =ثلاثة أيام حتى غلبوا فأخذ البلدة الوهابيون واستولوا عليها عنوة، وقتلوا الرجال وأسروا النساء والأطفال، وهذا رأيهم مع من يحاربهم). انظر: من أخبار الحجاز ونجد في تاريخ الجبرتي لمحمد أديب غالب ص90، ط.دار اليمامة للبحث والترجمة والإشراف، طبعة أولى.
*(1) المقصود هنا محمد بن عبدالوهاب النجدي شيخ النحلة الوهابية الحشوية الذي قال عنه أخوه العلامة سليمان بن عبدالوهاب وقد صنف فيه تأليفاً للرد على مزاعمه اسماه الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية، طبع في دار الإنسان بالقاهرة، قال فيه: (فإن اليوم الناس ابتلي بمن ينتسب إلى الكتاب والسنة، ويستنبط في علومها ولا يبالي من يخالفه، فإذا طلبت منه أن يعرض كلامه على أهل العلم لم يفعل بل= =يوجب على الناس الأخذ بقوله وبمفهومه ومن خالفه فهو عنده كافر، ولم يكن فيه خصلة واحدة من أهل الاجتهاد، ولا والله عشر واحدة).
يقول: (وما أوتي إليه من الأخماس والزكاة يفرقه في أوانه، وكان يعطي العطاء الجزيل بحيث إنه يهب خمس الغنيمة العظيمة الاثنين أو الثلاثة، فكانت الأخماس والزكاة وما يجبى إلى الدرعية من دقيق الأشياء وجليلها تدفع إليه بيده، ويضعها حيث يشاء).
ويقول في (ص46) عندما تحدث عن أحداث سنة 1176هـ: (وفيها سار عبدالعزيز -رحمه الله- بالجيوش المنصورة إلى الأحساء وأناخ (1) بالموضع المعروف بالمطريفي في الأحساء، وقتل منهم رجالاً كثيراً نحو السبعين رجلاً، وأخذوا أموالاً كثيرة، ثم أغار على المبرز فقتل من أهلها رجالاً، ثم ظهر من الأحساء راجعاً فلما وصل العرمة وافق قافلة لأهل الرياض وأهل خرمة معها أموالاً، فأخذ أهل الرياض وترك أهل السدير لأجل هدنة بينه وبينهم، وفيها نقض أهل وثيثة العهد وحاربوا المسلمين وقتلوا عبدالكريم بن زامل، وفيها غزا عبدالعزيز سبيع في الموضع المسمى "سيح الديول" وأخذ عليهم نحو مائتي بعير).
فانظروا أولاً كيف استباح أن يقتل الناس بدون حجة أو موجب للقتل، ثم بجانب ذلك أخذ من الأموال ما أخذه بغير حق، أخذ نحو مائتي بعير على قوم يدينون بشهادة أن لا إله إلا الله.
*(1) ورد في بيان كلمات هذا الكتاب ص (د):-ناوخهم : صافهم واستعد للهجوم، المناوخة: الهجوم.
*وفي (ص47) يقول: (ثم دخلت السنة الثامنة والسبعون بعد المائة والألف، وفيها كانت الوقعة المشهورة على حماد المديهيم ومن معه من السعيد الضفير، سار إليهم عبدالعزيز -رحمه الله تعالى- ومعه غزوا (1) أهل الرياض مع دواس بن دهام، فأغار عليهم وهم على حراب ماء معروف بين السدير والدهناء، فاستأصل جميع أموالهم وقتل منهم نحو الثلاثين رجلاً، وقتل على الغزو رجال منهم المغيليث، وركاب الغزو لا تزيد على المائة والثلاثين) هذا بعض تصرف أولئك الحشوية الذين ينسبون الإباضية زوراً إلى الخوارج ويلصقونهم بهم (2) ، فكيف تقول يا أيها الطحان في تصرفات الحشوية؟! هل هذه هي المحجة البيضاء التي سار عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح؟! وما هو الفارق بين هذا التصرف وتصرف الخوارج؟!.
* وفي (ص63) يقول: (ثم دخلت السنة التاسعة والثمانون بعد المائة والألف، وفيها غزا عبدالعزيز بن محمد بن سعود -رحمه الله تعالى- بالجيوش إلى ناحية الخرج، فأغار على أهل الضبيغة القرية المعروفة في الخرج، وأخذ بعض سوارحهم وقتل من أهلها اثني عشر رجلاً، وقطع بعض نخيل البلد وبعض زروعهم) فانظر كيف يعيث هؤلاء فساداً في الأرض، يزهقون الأرواح ويسفكون الدماء ويستبيحون الأموال، فمنها ما يأخذونه حيث قال: (وأخذ بعض سوارحهم) ومنها ما يفسدونه كما قال: (وقطع بعض نخيل البلد وبعض زروعهم) مع أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى -حتى في مقاتلة المشركين- عن قطع الأشجار وعن إيذاء الناس الذين لا يتعرضون للمسلمين بقتال.
__________(1) الضمير عائد على أهل الرياض، وكثيراً ما يستخدم صاحب هذا الكتاب إلحاق علامة الجمع للفعل المذكور بعده اسم ظاهر.
*في (ص77) يقول: (ثم دخلت السنة السابعة والتسعون بعد المائة والألف، وفيها سار سعود -رحمه الله تعالى- بجميع المسلمين غازياً إلى عالية نجد، وعدى على الصهبة القبيلة المعروفة من مطير، وهم على المزرع المعروف بالمتسجدة قرب بلد شمر، فصبحهم وأخذهم عليها، وقتل رجالاً من رؤسائهم وفرسانهم، منهم دخيل الله بن جاسر الفغم وخلف الفغم، وأخذ إبلهم وأغنامهم وحلتهم وعشراً من الخيل).
* وفي (ص78) تحدث عن أحداث السنة 1198هـ بقوله: (وفيها سار سعود -رحمه الله تعالى- بالمسلمين وقصد ناحية الأحساء، فصبح أهل العيون وهجم عليهم ولم يأتهم خبر عنه، وأخذ كثيراً من الحيوانات ونهب من بيوتها أزواداً وأمتعة)
فانظر كيف هؤلاء يأتون الناس على غرة في بيوتهم وهم آمنون هاجعون مستقرون، فلا يشعرون بهم إلا وهم يسفكون دماءهم ويزهقون أرواحهم وينهبون أموالهم وينتهكون أعراضهم، أهذه هي سيرة المسلمين التي سار عليها السلف الصالح؟!.
*وفي (ص79) قال: (ثم دخلت السنة التاسعة والتسعون بعد المائة والألف، وفيها سار سعود غازياً إلى جهة الخرج، فذكر له في أثناء الطريق أن قافلة حافلة من أهل الخرج والفرع وغيرهم ظاهرة من الأحساء، فرصد لهم سعود على الثليمى الماء المعروف قرب الخرج، فأقبلت القافلة وكانت على ظمأ وقدموا له ركاباً ورجالاً إلى الماء، فأغار عليهم سعود وقتّلهم) فانظروا إلى هذا التصرف المشين، كيف يكون ناس آمنون يمشون في الطريق وإذا بهم يفاجؤون بغارة هؤلاء الحشوية الذين هم أشبه بالسباع الكاسرة، لا همّ لهم إلا في امتصاص دماء الناس وإزهاق أرواحهم وأخذ أموالهم بغير حق.
* في (ص85) يقول: (ثم دخلت السنة الرابعة بعد المائتين والألف، وفيها كانت وقعة غريميل وهو جبل صغير تحته ماء قرب الأحساء، وذلك أن سعوداً سار من الدرعية بجنوده المسلمين من الحاضرة والبادية، وسار معه بوادي الظفير وبوادي العارض وزيد بن عريعر ومن معه من جلوية بني خالد، فسار بتلك الجنود وقصد جموع بني خالد ورئيسهم يومئذ عبدالمحسن بن سدراح وابن أخته دويحس بن عريعر وهم عند عريميد المذكور، فعدا عليهم ونازلهم ووقع بينهم القتال ثلاثة أيام، فانهزم عبدالمحسن ومن معه وهم من بني خالد، فكروا في ساقتهم يقتلون ويغنمون، وحاز سعود من الإبل والغنم والأمتعة ما لا يعد ولا يحصى، وقتل عليهم قتلى كثير، وأخذ خمس الغنيمة وقسم باقيه على المسلمين للراجل سهم وللفارس سهمان) هذه التصرفات بعضها يشبه بعضاً، وهي نماذج من تصرفات أولئك الحشوية.
* في (ص87) تحدث عن أحداث سنة 1205هـ قال: (فنهض إليهم سعود واستنفر أهل نجد من البادي والحاضر، فسار بالجيوش المنصورة وقصدهم في تلك الناحية ونازلهم، ووقع بينهم قتال شديد، فانهزم أولئك البوادي وقتل منهم قتلى كثيرة من فرسانهم ورؤسائهم، منهم مسعود الملقب حصان إبليس وسمرة الفارس المشهور رئيس العبيات من مطر وعدد كثير منهم، وغنم المسلمون منهم غنائم كثيرة من الإبل والغنم والأثاث والأمتعة، وأخذ جميع محلهم (1) ، وهذه الوقعة في آخر الأضحى، فلما انهزم أولئك البوادي وأخذت أموالهم استنفروا ما يليهم من قبائلهم وغيرهم ممن لم يحضروا الوقعة، وأرسلوا إلى سعود يدعونه للمنازلة وأنهم يريدون أن يسيروا إليه، فثبت لهم واقبلوا إليه مقرنين الإبل، وهو على العدوة يقسم الغنائم، فساقوها على جموع المسلمين فثبتوا لهم، وكان في مقدم البوادي مصلط بن مطلق الجريا، وكان قد نذر أن يجشم فرسه صيوان ابن سعود، فأراد أن يتم نذره، فاختطفه المسلمون وضربه رجل بمشوى قرص فطرحه عن جواده فقتل، وانهزم تلك البوادي لا يلوي أحد على أحد ولا والد على ما ولد، وتركوا الإبل مقرنة في الحبال، فتبعهم المسلمون وأخذوا جميع أموالهم من الإبل والغنم والأمتعة وأقاموا في أثرهم نحو يومين أو ثلاثة يأخذون من الأموال ويقتلون الرجال، وحاز سعود جميع الغنائم، من الإبل نحو أحد عشر ألف بعير وأكثر، ومن الغنم أكثر من مائة ألف، وعزل الخمس وقسم باقيها في المسلمين للراجل سهم وللفارس سهمان).
*في (ص88) يقول: (ثم دخلت السنة السادسة بعد المائتين والألف، وفيها في أول جمادى سار سعود -رحمه الله تعالى- غازياً بالجيوش المنصورة من البادي والحاضر، وقصد القطيف وحاصر أهل سبهات وأخذها عنوة ونهبها، وأخذ عنك عنوة ونهبها، وقتل منهم عدداً كثيراً من الرجال أكثر من أربعمائة وأخذ أموالاً عظيمة، وصالحوه عن الفرضة بخمسمائة أحمر (1) ).
* وقال في (ص88-89): (وفيها غزا سليمان بن عفيصان بأمر عبدالعزيز بجيش من أهل الخرج وغيرهم، وقصد قطر المعروف بين عمان والبحرين، فصادف منهم غزواً نحو خمسين مطية فناوخهم، فقاتلوا وهزمهم سليمان، وقتلهم إلا القليل، وأخذ ركبهم، وفيها كانت غزوة الشقرة وذلك أن سعوداً سار بالجيوش الكثيفة من جميع نجد الحاضرة والبادية، وقصد ناحية جبل شمر، وقد ذكر له قبائل كثيرة من البوادي من مطير وحرب وغيرهم، وهم على الماء المعروف بالشقرة قريب من جبل شمر، فعدا عليهم سعود وأخذهم جملة وحاز منهم أموالاً عظيمة، الإبل أكثر من ثمانية آلاف بعير، وأخذ جميع أغنامهم ومحلتهم وأمتعتهم، وأكثر من عشرين فرساً، قتل عليهم عدة رجال، ثم رحل سعود بجميع تلك الغنم وأخرج خمسها وقسم باقيها غنيمة في المسلمين للراجل سهم وللفارس سهمان).
*... فهل أهل قطر كانوا خارجين من ملة الإسلام حتى يعاملوا هذه المعاملة، فتستباح دماؤهم وأموالهم ويؤخذ كل ما بأيديهم عنوة؟! هل هذا هو تصرف المسلمين؟! وهل عرف ذلك عن السلف الصالح؟ وهل كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعون بأهل التوحيد مثل هذا الصنيع؟ فكيف ينتسب هؤلاء الحشوية زوراً وبهتاناً إلى السلف الصالح؟! ثم هم في نفس الوقت ينكرون على أهل الحق والاستقامة استقامتهم ويلصقونهم بالخوارج.
* وجاء في (ص97-98) من نفس الكتاب: (ثم دخلت السنة السابعة بعد المائتين والألف، وفيها سار سعود -رحمه الله تعالى- بالجيوش المؤيدة المنصورة بجميع أهل نجد وأكثر بواديها، وقصد ناحية الشمال يريد بوادي بني خالد وهم على الجهراء الماء المعروف، فلما قرب منهم وجد آثار الجيوش والخيل غازية من الوادي عادين، وكانت بنو خالد قد مالوا مع براك بن عبدالمحسن وتابعوه وطردوا أولاد عريعر وذويهم، فلما تولى عليهم براك المذكور نهض بهم غازياً ونهض معه جميع بني خالد، وورد على الماء المعروف باللصافة في الشمال، فأغار منها على بوادي من سبيع وغيرهم وأخذ منهم إبلاً كثيرة، فلما وجد سعود آثارهم تبعهم وورد على اللصافة، فوجد آثار الجيوش صادرة منه فنزل على الماء، وأخبر بمسير براك المذكور، وتحقق أن قفولهم على هذا الماء أو اللهابة أو القرعا وكانت أمواهاً قريباً بعضها من بعض، فبعث خيلاً إلى اللهابة وخيلاً إلى القرعا لئلا يردها من حيث لا يعلم، ورتب عيونه لتقفوهم فلم يلبثوا أن أقبلت عليه جموع بني خالد واردين الماء كأنهم الليل، فنهض عليهم المسلمون فرساناً وركباناً فلم يثبتوا لهم ساعة واحدة، فانهزم بنو خالد لا يلوي أحد على أحد ولا والد على ما ولد، فتبعهم المسلمون في ساقتهم يقتلون ويغنمون واستأصلوا تلك الجموع قتلاً ونهباً، وانهزم براك بن عبدالمحسن شريداً ومعه شرذمة قليلة من الخيالة إلى المنتفق، وهلك من بني خالد في هذه الوقعة بين القتل والظمأ خلائق كثيرة قيل: إنهم أكثر من ألف رجل. وقيل: إن الذي هلك قريب من ألفي رجل. وأخذ جميع ركابهم وخيلهم وأزوادهم وأمتاعهم وفرشهم وجميع ما معهم، قيل إن الخيل أكثر من مائتي فرس، وحاز سعود تلك الغنائم وأخذ خمسها وقسم باقيها غنيمة للمسلمين للراجل سهم وللفارس سهمان).
وفي (ص103) عندما تحدث عن أحداث سنة (1209هـ) قال: (وفيها أمر عبد العزيز على جيش من أهل الخرج وغيرهم، وسار بهم إبراهيم بن عفيصان فقصد ناحية قطر وأغار على أهله فأخذ إبلاً كثيرة من بواديهم وأموالهم، فأقبل بها وباعها في الأحساء).... وفي (ص105-106) يقول: (فلما كان ذو القعدة من هذه السنة (1) ، سار سعود بن عبدالعزيز من الدرعية ونزل روضة محرفة المعروفة قرب الوشم، فركب خيله ودخل شقراء للسلام على أهلها والاجتماع بهم فأضافوه بكرامة عظيمة، وصار في موضعه ذلك أياماً حتى اجتمع عليه المسلمون البادي والحاضر، فسار بالجيوش المنصورة والخيل العتاق المشهورة وقصد ناحية الأحساء، فلما وصل إليه نزل قرب الرقيقة المعروفة فيه، وهي مزار للأحساء، وبات في تلك الليلة وأمر مناديه ينادي في المسلمين أن يوقد كل رجل ناراً وأن يثور البنادق عند طلوع الشمس، فلما أصبح الصباح رحل سعود بعد صلاة الصبح، فلما استووا على ركائبهم وساروا ثوروا بنادقهم دفعة واحدة، فأظلمت السماء وأرجفت الأرض وثار عج الدخان في الجو، وأسقط كثير من النساء الحوامل في الأحساء، ثم نزل سعود في الرقيقة المذكورة فسلم له وظهر له جميع أهل الأحساء على إحسانه وإساءته، وأمرهم بالخروج إليه فخرجوا فأقام في ذلك المنزل مدة أشهر يقتل من أراد قتله، ويجلي من أراد جلاءه، ويحبس من أراد حبسه، ويأخذ من الأموال، ويهدم من المحال، ويبني ثغوراً ويهدم دوراً وضرب عليهم ألوفاً من الدراهم وقبضها منهم (2) ،
__________(1) أي سنة 1210هـ.(2) انظر أخي القاريء المسلم إلى هذه الوحشية الكاسرة، وكأن المسلمين في أيديهم أغنام تذبح، والقتل لمدة أشهر -وليس أياماً- والجلي والحبس والنهب والهدم كان بعد الاستسلام، يالهول هذه الفاجعة المؤلمة التي حلت على المسلمين من قبل هؤلاء الحشوية الذين هم أكثر خارجية من الخوارج، إنا لله وإنا إليه راجعون..
وذلك لما تكرر منهم من نقض العهد ومنابذة المسلمين وجرهم الأعداء عليهم، وأكثر فيهم سعود القتل، فكان مع ناجم بن دهينيم عدة من الرجال يتخطفون في الأسواق لأهل الفسوق ونقاض العهد، وكان أكثر القتل في ذلك اليوم في المسلمين في الأحساء بالتلنيقة والسوادية المجتمعة في الفسوق الذين فعل فيهم في الأحساء بأهوائهم كلما أرادوا فعلوه، ولا يتجاسر أحد أن يأمرهم أو ينهاهم لكثرة تعديهم، فهذا مقتول في البلد، وهذا يخرجونه إلى الخيام ويضرب عنقه عند خيمة سعود، حتى أفناهم إلا قليلاً (1) ، وحاز سعود من الأموال في تلك الغزوة ما لا يعد ولا يحصى).
في (ص113) تحدث المؤلف عن قتال الحشوية لشريف مكة فقال:(ثم أرسل عبدالعزيز إلى هادي بن قرملة ومن لديه من قبائل قحطان وربيع بن زيد أمير البوادي ومن معه من الدواسر وغيرهم، وأمر أيضاً على قبائل من أخلاط البوادي وجيشاً من الحضر وأمرهم أن يجتمعوا ويكونوا في وجه الشريف، فقوى الله عزائمهم وساروا إليه حتى دهموه في منزله على الخرمة المذكورة ولم يقفوا دون خيامه، فألقى الله الرعب في قلوب عساكر الشريف وانهزموا لا يلوي أحد على أحد، وتركوا أخيامهم ومحالهم وجميع أموالهم والقوم في ساقتهم يقتلون ويغنمون، فمن وقف للقتال منهم قتل، ومن انهزم أدرك فقتل، ومن فائت بين ناج وهالك ظمأ وضياعاً، فكانت وقعة عظيمة ومقتلة وغنيمة، وكانت عدة القتلى على ما سطره بعض المؤرخين من أهل ناحيتهم قال كان عدة القتلى ألف رجل ومائتان وعشرون رجلاً، منهم الشريف مسعود بن يحيى ابن بركات وابن أخيه هيازع وعبدالملك بن ثقبة وسلطان بن حازم وحسن إلياس وغيرهم من الأكابر، وعدة من قتل من قريش أربعون رجلاً، ومع قريش من عتيبة رجال، ومن ثقيف ثمانون رجلاً، وقتل من العسكر ما ينوف على الأربعمائة، ومن المصارية مائتان ومن المغاربة ثمانون، وفقد من العبيد قتلاً وسبياً مائة وخمسون عبداً، وأخذوا جميع الذخائر والخيام والمتاع.انتهى (1) . قلت: وذكر لي بعض من ضبط القتلى أنهم ألفان وأربعمائة، قال مؤرخهم: وأما النقد فمختلف فيه، فمنهم من يقول: إن في خزائن غالب ثمانية عشر ألف مشخص (2) التي نهبت. ومن قائل: خمسة عشر ألف ريال. أبدلها من البوادي والعسكر بمشخص، وكان قصده أن يفرقها صبيحة ذلك اليوم على العسكر، وغنموا جميع ما في المضرب من الأموال، وأخذوا سلاحاً كثيراً، وأخذوا أيضاً ما كان معهم من الإبل والأمتعة التي أخذوها قبل ذلك على قحطان وغيرهم، مع من انضم إليهم من أباعر الدولة ورواحلهم).قلت: (لا خير في قرآن بلا سنة، ولا خير في سنة بلا فهم لسلفنا الكرام)
---------------
السنة العملية نعم اما السنة القولية فهي ظنية فهي لا تلزم الا اصحابها
ابوسام
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire